السبت، 10 أكتوبر 2009

هل تحتاج الى شركاء بالفعل؟


اكتشفت بمرور السنوات، أن المستثمر الشاب، عادة ما يبالغ فى احتياجه للشركاء، وقد يحتاج ذلك إلى دراسة نفسية متخصصة، أولاً لتأكيد صحة هذا الانطباع الشخصى الذى لايستند إلى دراسة موثقة. و ثانياً لمعرفة تفسير لذلك حال وجوده. ولكنى أعتقد أن قلة الخبرة هى ماتجعل الإنسان يشعر و كأنه مقبل على الإبحار فى "بحر الظلمات" فيلجأ إلى الاستعانة بأنيس يرافقه فى الطريق، وينقذه وقت الشدة، إذا ما فقدت الأمواج صوابها، بل وربما كى يغرق معه إذا لزم الأمر. وفى كثير من الأحيان، قد لا ينفع الأنيس، بل قد يوقع ضرراً شديداً. و اكتشفت أيضا أن اختيار الشريك لا يقل حساسية و أهمية، عن اختيار شريك أو شريكة الحياة. وخصوصاً فى الشركات التى تندمج فيها الملكية والإدارة، وهو ما ينطبق على الأغلبية العظمى من المشروعات الصغيرة. تجنب أن ترتكب أخطاء لا داعى لها، أرجو أن تضع هذه النقاط فى الحسبان، وأن تسأل نفسك:
  1. هل تحتاج إلى شريك فى مشروعك؟ لماذا؟ هل من أجل التمويل؟ من أجل الخبرة؟ أم الوقت؟ فالشركة ليست نزهة أو رحلة خلوية تستأنس بأحدهم خلالها.
  2. فكر جيداً ماذا ستضيف الشراكة، وهل يوجد توافق فى الرؤى والأهداف؟ وهل يمكن أن تستبدل الشراكة كاختيار، بتوظيف شخص أو أشخاص يقومون بأدوار الشريك.
  3. ضع الأمور مع شركائك فى نصابها الصحيح من البداية، فذلك يقلل احتمالات الخلاف فى المستقبل، و يفضل تحديد الأدوار الإدارية والتمويلية بدقة، ويمكن ذكرها فى عقد الشركة، أو فى عقد خارجى يوقع عليه الأطراف.
  4. قد يأتى المستقبل بمتغيرات، و فى حالة نجاح الشركة ربما يبدأ كل شريك فى الإعتقاد أنه صاحب الفضل الأكبر و ربما الأوحد فى النجاح، فالنجاح له ألف أب، و الفشل لقيط يتهرب منه الجميع، وقد تدفع هذه الأفكار شريكك إلى أن يبرر لنفسه ما لا يُقبل، فسبحان مقلب القلوب. يجب أن يتفق الشركاء، وأن يتقبل كل منهم مبدأ عدم النظر إلى الخلف سواء عند النجاح أو الفشل.
  5. عند اختيارك لشريك تعرفه، و تعرف ماله من ميزات و عيوب، فلا تتوقع أنك تستطيع أن تستفيد بميزاته فقط، دون أن تمسك عيوبه بضرر. فالناس يمارسون أعمالهم بنفس خلق ممارستهم للحياة، لا تسعد بالربح الذى يتحقق إذا كذب شريكك على العملاء، فالكذب هو الكذب، وتوقع أنك ستخسر يوماً عندما يكذب عليك نفس الشريك. قال غاندى "لا تستطيع أن تكون جيداً فى جزء من حياتك، و سيئاً فى جزء آخر". فشخصية الأنسان سياق واحد لاينفصل، و يدل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم فى الجاهلية خيركم فى الإسلام".
  6. شريكك هو بالطبع أكثر الأشخاص دراية بتفاصيل العمل، وهو بالتالى أكثر الأطراف قدرة على منافستك بشراسة عندما يحدث الخلاف- لا قدر الله.

خلاصة القول: حاول أن تتجنب موقفاً يجعلك تقول بندم .. ياليتنى لم أتخذ فلاناً شريكا ، ولا تفوت أيضاً فرصة الشراكة مع شريك مخلص، حتى يحق عليكما قول الله تعالى فى الحديث القدسى: (أنا ثالث الشريكين مالم يخن أحدهما الآخر، فإن خانه خرجت من بينهما)

2 تعليقات:

مي ثابت يقول...

موضوع رائع بالفعل و أفكار منظمة

ذكرنى بنصيحةأحد رجال الأعمال الشرفاء

و قليلٌ ما هم

:
إبتعد عن الش-و-ك

ش - شراكة

و- وِكالة أى لا تعطى أحد توكيلاً

ك- كفالة أى لا تكفل أحداً


و أنا أُضيف

إن إضطررت إلى أحد أضلع الشوك فلتأخذ حذرك و تُحصن نفسك بعقود و وثائق مكتوبة عملاً بقوله تعالى فى آية الدين

يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله

مشروع مدونة يقول...

شكرا لك
و الشوك تلخيص بديع ورائع للوقاية من عدة مشكلات يجمع بينها ندرة من يستحقون ثقتك
سعيد بتعليقك

إرسال تعليق