كسرا للملل الذى قد يصيب القارئ، أو الكاتب من تلخيص كتاب واحد لفترة طويلة، ولأهمية موضوع الكتاب، فقد قررت أن اضع بعض الأجزاء من تلخيص كتاب التدوين الاحترافى لمؤلف نجح فى تحقيق أرباح خيالية بالنسبة لمجتمعاتنا العربية، متمنيا أن تكون الأفكار التى سينقلها الكتاب خطوة فى اتجاه تنشيط التدوين العربى كمهنة تدر دخلا كأى عمل حر آخر. فإلى الكتاب ..
فى بداية عملى كمدون، كنت ملتحقا بثلاثة وظائف معا، بخلاف الدراسة والتدوين.
ويخطئ البعض عندما يعتقدون أننى حققت من مدونتى ربح الستة أرقام فى يوم وليلة، فالأمر لم يكن كذلك مطلقا. فبرغم أن التدوين قد مكن العديدين من تحقيق دخل مادى، ولكن ذلك عادة ماكان يتطلب وقتا لتحقيقه، ولهذا فأود أن أسر قصتى مع التدوين، من مدون هاو، إلى مدون محترف متفرغ full-time blogger
فى بداية عملى كمدون، كنت ملتحقا بثلاثة وظائف معا، بخلاف الدراسة والتدوين.
ويخطئ البعض عندما يعتقدون أننى حققت من مدونتى ربح الستة أرقام فى يوم وليلة، فالأمر لم يكن كذلك مطلقا. فبرغم أن التدوين قد مكن العديدين من تحقيق دخل مادى، ولكن ذلك عادة ماكان يتطلب وقتا لتحقيقه، ولهذا فأود أن أسر قصتى مع التدوين، من مدون هاو، إلى مدون محترف متفرغ full-time blogger
حدث ذات مرة
فى شهر نوفمبر 2002، عندما وضعت أول مقالة فى مدونتى الأولى (قصيرة الأجل)، كنت أعتقد أن التدوين الذى لم أسمع عنه سوى ذلك اليوم، لا يعدو كونه متعة وهواية. بدأت فى التدوين بدافع الفضول، نحو فكرة أن تكون هواية جديدة، متمنيأ أن ألتقى أناسا يشاركوننى نفس الاهتمامات. كنت وقتها ملتحقا بثلاثة وظائف.
وظيفتى الأولى كانت فى كنيسة، لثلاثة أيام كل أسبوع، مسئولا عن الأطفال. كنت مازلت فى فترة الخطوبة، أحاول أن أضمن دخلا يعيننى على مصاريف الزواج، وقرض السيارة، ومصروفات الكلية. لم يكن الدخل من الكنيسة رائعا، فكان لزاما أن أبحث عن وظائف أخرى، بوقت جزئى، فكانت وظيفتى الثانية، لدى متجر للبيع على الإنترنت. وكان عملى يقتصر على تنظيف المخزن، وحمل الصناديق، وتغليف الطلبيات، وأعمال أخرى مملة ومرهقة، ولكنها ساعدتنى فى النهاية على دفع إيجار المسكن. أما وظيفتى الثالثة، فكانت عامل بالأجرة. كنت تحت طلب إحدى وكالات التوظيف، قمت بجميع الأعمال، من متابعة خط للانتاج، والعمل على السيور الناقلة، إلى المشاركة فى تركيب خيمة السيرك. إضافة إلى ذلك، كنت مازلت فى دراستى الجامعية، التى أتممتها فى عشر سنوات. هكذا كانت حياتى، فى ذلك اليوم المصيرى، عندما دونت لأول مرة.
فى شهر نوفمبر 2002، عندما وضعت أول مقالة فى مدونتى الأولى (قصيرة الأجل)، كنت أعتقد أن التدوين الذى لم أسمع عنه سوى ذلك اليوم، لا يعدو كونه متعة وهواية. بدأت فى التدوين بدافع الفضول، نحو فكرة أن تكون هواية جديدة، متمنيأ أن ألتقى أناسا يشاركوننى نفس الاهتمامات. كنت وقتها ملتحقا بثلاثة وظائف.
وظيفتى الأولى كانت فى كنيسة، لثلاثة أيام كل أسبوع، مسئولا عن الأطفال. كنت مازلت فى فترة الخطوبة، أحاول أن أضمن دخلا يعيننى على مصاريف الزواج، وقرض السيارة، ومصروفات الكلية. لم يكن الدخل من الكنيسة رائعا، فكان لزاما أن أبحث عن وظائف أخرى، بوقت جزئى، فكانت وظيفتى الثانية، لدى متجر للبيع على الإنترنت. وكان عملى يقتصر على تنظيف المخزن، وحمل الصناديق، وتغليف الطلبيات، وأعمال أخرى مملة ومرهقة، ولكنها ساعدتنى فى النهاية على دفع إيجار المسكن. أما وظيفتى الثالثة، فكانت عامل بالأجرة. كنت تحت طلب إحدى وكالات التوظيف، قمت بجميع الأعمال، من متابعة خط للانتاج، والعمل على السيور الناقلة، إلى المشاركة فى تركيب خيمة السيرك. إضافة إلى ذلك، كنت مازلت فى دراستى الجامعية، التى أتممتها فى عشر سنوات. هكذا كانت حياتى، فى ذلك اليوم المصيرى، عندما دونت لأول مرة.
مدون هاوى
كنت أود أن أقول لك، إنه بمجرد أن ضغطت على زر "أنشر" لأول مرة كمدون، أن الأرض اهتزت، وهبط شعاع ضوء من السماء، تحولت بعدها إلى مدون محترف، ولكننا نعلم أن الأمور لا تسير هكذا، فلم يحدث أى من ذلك معى.
حقيقة الأمر، أن التدوين لم يحدث سوى تغييرا طفيفا فى حياتى خلال الشهور الإثنى عشرة الأولى. فقد أصبحت مشغولا أكثر، بسبب اختيارى مقررا إضافيا فى الكلية، وانتقالى إلى العمل فى كنيسة جديدة. وقتذاك كان التدوين هواية، أتحدث من خلالها عن موضوعات تخص الكنيسة الجديدة. حققت مدونتى شهرة معقولة وسط الدوائر المهتمة بشأن الكنائس الجديدة، مما تسبب فى زيادة تكاليف استضافة المدونة، وتكاليف الولوج إلى الإنترنت الذى كان وقتها عبر الإتصال التليفونى.
وبعد بداية التدوين بنحو سنة، بدأت بالمصادفة مدونة أخرى عن التصوير الضوئى الرقمى، لتكون مدونة مصورة photoblog، ولكن أحدا لم يهتم بصورى، فى حين حظى الموضوع الذى كتبته لتقييم الكاميرا التى امتلكها، بعدد كبير من الزوار. وفى محاولة لتغطية تكاليف الاستضافة، قررت أن أضع بعض إعلانات آدسنس Adsense وإعلانات الارتباط بأمازون على المدونة. سرعان ما اكتشفت بأن أمنيات تغطية التكاليف عن طريق الإعلانات كانت واقعية، ليس بسبب آدسنس، ولكن بسبب أن مدونتى كانت تجتذب عدة آلاف من الزائرين يوميا. كان الدخل اليومى 1.4 دولار فى المتوسط فى ذلك الشهر، أكتوبر 2003، وارتفع المتوسط اليومى الى 3 دولار فى شهر نوفمبر. كانت المبالغ صغيرة، ولكنها تكفلت بتغطية المصروفات، بدأت أتساءل ماإذا كان من الممكن توفير مبلغ من دخل الإعلانات لشراء حاسب جديد، وكنت وقتها مازلت استخدم جهاز كمبيوتر عمره ست سنوات، واتصل بالإنترنت عن طريق الاتصال التليفونى. كان الربح اليومى يتزايد، ديسمبر 6 دولار، يناير 9، وفبراير 10، ومارس 15 دولار، وبدأت أفكر فى إمكانية زيادة هذه الأرقام بشكل متصاعد وبمعدلات أعلى.
مدون لجزء من الوقت:
فى ذلك الوقت كنت فى حاجة إلى وظيفة أخرى، ليومين فى الأسبوع. وكان الدخل اليومى فى إبريل قد أصبح 20 دولار يوميا، عندها قررت أن يكون التدوين هو وظيفتى التى أبحث عنها، وحاولت أن أرفع ربح المدونة، كى أقنع خطيبتى (زوجتى الآن) بالكف عن البحث عن عمل والإكتفاء بالتدوين. أصبح المعدل 32 دولار فى مايو، وفى يونية كسرت حاجز ال1000 دولار فى الشهر لأول مرة، بعد أن أصبح المتوسط اليومى 48 دولار.
قررت أن أقوم بالتركيز خلال الستة أشهر القادمة كى أزيد ربحي من التدوين، ثم أنظر كيف ستكون الخطوة التالية. كنت قد استطعت شراء الحاسب الجديد الذى حلمت به، وكذلك تنفيذ تصميم احترافى جديد لمدونتى. لم أخبر الكثير من الناس عن عملى الجديد، فمن ذا يعمل مدونا؟ ومن علم بالأمر كان يرفع حاجبيه دهشة، وسمعت العديد من التعليقات مثل: ومتى ستجد عملا حقيقيا؟ كيف حال هوايتك الجديدة؟
كان قرارى بتخصيص يومين للمدونة، من أفضل القرارات التى اتخذتها فى حياتى. ويجب أن تلاحظ أنى اتخذت ذلك القرار بعد 19 شهرا من التدوين المنتظم، فى عدة مدونات أنشأتها، كانت وقتذاك تدر دخلا معقولا. فأنا لا أوصى بترك العمل مبكراً من أجل التدوين، الأفضل أن تبدأ بالتدوين محافظًا على وظيفتك، حتى يأتى الوقت المناسب.
وهكذا فقد خصصت للتدوين يومين أسبوعيا خلال النصف الثانى من 2004، وثلاثة أيام أخرى لعملى فى الكنيسة، والمحزن. وحقيقة الأمر أن التدوين كان يستغرق أكثر من يومين، حيث كنت أعمل ساعات طويلة ليلا وعلى مدار اليوم، خاصة أثناء الألعاب الأوليمبية، فقد اشتركت مع أحد المدونين من خلال مدونة، لتغطية أخبار منافسات الدورة. كنت وقتها أدير العديد من المدونات، وصلت فى وقت ما إلى 20 مدونة، قمت من خلالها بتجربة عدة أنظمة للربحية والإعلانات، ثم قررت أن أنشئ مدونة جديدة أقوم فيها بالتدوين عن التدوين الاحترافى! كان ذلك يوم 23 سبتمبر 2003.
فى ذلك الوقت كنت فى حاجة إلى وظيفة أخرى، ليومين فى الأسبوع. وكان الدخل اليومى فى إبريل قد أصبح 20 دولار يوميا، عندها قررت أن يكون التدوين هو وظيفتى التى أبحث عنها، وحاولت أن أرفع ربح المدونة، كى أقنع خطيبتى (زوجتى الآن) بالكف عن البحث عن عمل والإكتفاء بالتدوين. أصبح المعدل 32 دولار فى مايو، وفى يونية كسرت حاجز ال1000 دولار فى الشهر لأول مرة، بعد أن أصبح المتوسط اليومى 48 دولار.
قررت أن أقوم بالتركيز خلال الستة أشهر القادمة كى أزيد ربحي من التدوين، ثم أنظر كيف ستكون الخطوة التالية. كنت قد استطعت شراء الحاسب الجديد الذى حلمت به، وكذلك تنفيذ تصميم احترافى جديد لمدونتى. لم أخبر الكثير من الناس عن عملى الجديد، فمن ذا يعمل مدونا؟ ومن علم بالأمر كان يرفع حاجبيه دهشة، وسمعت العديد من التعليقات مثل: ومتى ستجد عملا حقيقيا؟ كيف حال هوايتك الجديدة؟
كان قرارى بتخصيص يومين للمدونة، من أفضل القرارات التى اتخذتها فى حياتى. ويجب أن تلاحظ أنى اتخذت ذلك القرار بعد 19 شهرا من التدوين المنتظم، فى عدة مدونات أنشأتها، كانت وقتذاك تدر دخلا معقولا. فأنا لا أوصى بترك العمل مبكراً من أجل التدوين، الأفضل أن تبدأ بالتدوين محافظًا على وظيفتك، حتى يأتى الوقت المناسب.
وهكذا فقد خصصت للتدوين يومين أسبوعيا خلال النصف الثانى من 2004، وثلاثة أيام أخرى لعملى فى الكنيسة، والمحزن. وحقيقة الأمر أن التدوين كان يستغرق أكثر من يومين، حيث كنت أعمل ساعات طويلة ليلا وعلى مدار اليوم، خاصة أثناء الألعاب الأوليمبية، فقد اشتركت مع أحد المدونين من خلال مدونة، لتغطية أخبار منافسات الدورة. كنت وقتها أدير العديد من المدونات، وصلت فى وقت ما إلى 20 مدونة، قمت من خلالها بتجربة عدة أنظمة للربحية والإعلانات، ثم قررت أن أنشئ مدونة جديدة أقوم فيها بالتدوين عن التدوين الاحترافى! كان ذلك يوم 23 سبتمبر 2003.
مدون متفرغ فى النهاية
قررت أنا وزوجتى فى منتصف ديسمبر 2004 أن أتفرغ تماما للتدوين. تركت عملى فى المخزن والكنيسة. ولكنى فوجئت بالكارثة، فقد قامت جوجل بتحديث لموقع البحث، فصعدت بعض المدونات فى نتائج البحث، وهوت مدونات أخرى، وكنت أنا من المجموعة الثانية، فقد اختفت مدوناتى تقريبا من نتائج البحث فى جوجل، واختفى معها ثلاثة أرباع الزوار، والإيرادات، كارثة حقيقية. بدت الأمور ضبابية لأول مرة، نفذت خطة للطوارئ، وقمت بالالتحاق بوظيفة لفترة من الزمن.
قررت أنا وزوجتى فى منتصف ديسمبر 2004 أن أتفرغ تماما للتدوين. تركت عملى فى المخزن والكنيسة. ولكنى فوجئت بالكارثة، فقد قامت جوجل بتحديث لموقع البحث، فصعدت بعض المدونات فى نتائج البحث، وهوت مدونات أخرى، وكنت أنا من المجموعة الثانية، فقد اختفت مدوناتى تقريبا من نتائج البحث فى جوجل، واختفى معها ثلاثة أرباع الزوار، والإيرادات، كارثة حقيقية. بدت الأمور ضبابية لأول مرة، نفذت خطة للطوارئ، وقمت بالالتحاق بوظيفة لفترة من الزمن.
أعاد التحديث التالى لجوجل الأمور إلى نصابها، ولكنى تعلمت عدة دروس، منها تنويع اهتماماتى وعدم الاعتماد الكامل على ماكينات البحث لجلب الزوار، وأن أتوقع غير المتوقع على الإنترنت. وكان عام 2005 مزدحما بالعمل، استمر تنويع الاهتمامات، فاندمجت فى عدة مشاركات تدوينية، من ضمنها برنامج تدريبى أسميته "تدوين الأرقام الستة"، الإسم الذى جاء عندما أدركت أن دخلى السنوى من التدوين قد تخطى ال100 ألف دولار، الأمر الذى أذهلنى بشدة!!.
استمر النمو، بمدونات ومشاركات جديدة، كان من أهمها إنشاء شبكة مدونات مع مجموعة صغيرة من المدونين، وضعنا خبراتنا ومهاراتنا جنبا إلى جنب. نمت الشبكة إلى مئات المدونات، وعمل بها مئات المدونين، بحجم استثمار بلغ 2 مليون دولار، زادت الى عدة ملايين فى أواخر عام 2006.
دروس مستفادة من رحلتى
- التدوين من أجل الربح يتطلب وقتا فهو ليس وصفة للثراء السريع
- اتبع سياسة خطوة بخطوة
- لابديل عن المجهود والانتظام
- تتبع أحلامك وحققها
أتمنى أن تساعد الصفحات التالية من الكتاب، المدونين على تحقيق دخل يكفيهم من خلال التدوين.
6 تعليقات:
مقالة جميلة جدا، جاءت في وقتها، وعلى الجرح كما نقول، حمستنا للمقالات التالية...
مقال رائع
ترى هل يفتح المجال امام المدونين
في التعرف على اهميه ما يقومون به من ابداع
وانهم قد يتخطون الحياه الروتينيه التي يعملون بها الان
نتمنى ان نرى نماذج عربيه مثلهم
ودمتم سالمين
مقالة جيدة و هذه أول زيارة لي لمدونتك.
لكن دخل المدونين العرب لا يساوي 4 دولارات في اليوم لان نقرات أدسنس رخيسة جدا عكس النقارت في مدونات الإنجليزية.
قصة أكتر من رائعة وهى ترسم بحق رؤية جديدة لعالم التدوين خاصة فى البيئة العربية ..
فعلى الرغم من انتشار التدوين والمدونات المشهورة جداً ولكن مازالت البيئة التدوينية العربية تحبو فى مجال الربح من المدونات ..
مقال ممتع بحق وخاصة إذا كان يمس ما تعشقه وتمارسه بالفعل .. بانتظار المقال القادم ..
أخى شبايك، سعيد بتشريفك وتشجيعك، وامتثالا لأمر الله تعالى {ولا تنسوا الفضل بينكم}، فمدونتى وكل كلماتها، ماكانت دون تشجيعك وآرائك .. أعلم أنك لا تحب سماع ذلك، ولكن لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق :)
د محسن النادى
سعيد بمرورك، متابع لمشاركاتك فى مدونة أخى رؤوف، والمدونات العربية لها حديث طويل .. نتمنى أن نأخذ نصيبا من أرباح المدونات إلى عالمنا العربى
أخى إلياس أهلا بك ومرحبا، ولا يحزنكم أخى ما يقوله سفهاء عن الشقيقة الجزائر، وشعبها المحترم. كلامك صحيح عن التدوين العربى، نطرح الموضع برمته للنقاش قريبا إن شاء الله
العزيز عمرو النواوى، أصبت كبد الحقيقة، التدوين العربى يحبو فى مجال الربح، نتمنى أن نجد من الأفكار ما يدفع إلى تحسين هذا الحال. اجمعت جميع التعليقات على ما تقول
شكرا
إرسال تعليق